الأربعاء، 13 يناير 2021

 

السياحة بالمغرب (الجنوب الشرقي).

ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ ﻣن أھم اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات الأخيرة، إذ ﺗﻌد اﻟﻧواة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻘطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺎﻟﻣﻐرب، واﻟذي ﯾزﺧر ﺑﻣؤھﻼت ﺳﯾﺎﺣﯾﺔ، اﻷﺧﯾرة ﻣﺗﻧوﻋﺔ، ﻣن حيث ﺗراث ﺣﺿﺎري ﻋرﯾق، وﻣوﻗﻊ ﺟﻐراﻓﻲ اﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ، وﻣﻧﺎظر طﺑﯾﻌﯾﺔ ﺟذاﺑﺔ، أﻋطت ﻟﻠﻣﻐرب ﻗﺑﻠﺔ ﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ. وﻗد ﻛﺎﻧت اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ طﯾﻠﺔ ﻋﻘود ﻋدة ﻗﻠﯾﻠﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر وﺗﻌﺗﺑر ﻧﺷﺎطﺎ ﺛﺎﻧوﯾﺎ ﻻ ﯾﺳﺎھم ﻓﯾﮫ ﺳوى ﻧﺧﺑﺔ ﻣن اﻷﺛرﯾﺎء، ﻟﻛن ﺑﻌد ﺗرﺳﯾﺦ اﻟﺗﺣوﻻت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ  والحضرية والاقتصادية لمنتصف القرن 20 واﻟﺗﻲ ﺣوﻟت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺷﻌوب إﻟﻰ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت إﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ ﺗدور ﻓﻲ ﻓﻠك اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻟﺛورة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ، واﻟﯾوم ﻓﺈن اﻟﻣﺗﻌﺔ اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ أﺻﺑﺣت ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول ﻛل ﺷﺧص، ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ أو ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻐﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺣدرة ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ، ﻛل ھذا وذاك أﻛﺳب اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟدوﻟﻲ أواﻟوطﻧﻲ أو اﻟﺟﮭوي أھﻣﯾﺔ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ، ﻓﻌرﻓت أﻧﺷطﺗﮭﺎ ﺗوﺳﻌﺎ ﻣذھﻼ وﺗزاﯾدات ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗواﻓدات اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم داﺧل ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘﺎرات .

 وﻧظرا ﻟﻸھﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣظﯾت ﺑﮭﺎ اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب اﻟﺷرﻗﻲ، ﻓﻘد ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ ﺧﻠق ﺗﯾﺎرات إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺑﺷرﯾﺔ هاﻣﺔ، ﻛﻣﺎ ﯾرﺟﻊ لها اﻟﻔﺿل ﻓﻲ ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻧﻘل اﻟﺟوي وظﮭور طﺎﺋرات ﺿﺧﻣﺔ وﺗﻧﺷﯾط ﺣرﻛﺔ اﻟﻌﻣران اﻟﺳﯾﺎﺣﻲ ﻓﻲ أﻣﺎﻛن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟﮭﺎت اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب، ﻓﻛل ذﻟك ﺳﺎھم ﻓﻲ ﺟﻌل ھذه اﻟﺟﮭﺎت ﺗدﺧل ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻘدم اقتصادي واجتماعي ﻟﻛل ﺟﮭﺔ .ﻛﻣﺎ ﻟﻌﺑت اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ دورا ﻣﮭﻣﺎ ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺟﺎل واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗﻘوﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ وﺗدﻋﯾم اﻟﺳﻠم واﻟﺗﻔﺎھم ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺣﺿﺎرات، اﻟﺷيء اﻟذي ﺳﺎھم ﻓﻲ ﺗﺣوﯾل اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺗرﻓﯾﮭﻲ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر ﺗﺣوﯾﻼ ﻋﻣﯾﻘﺎ ﯾﺿﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻹﻋﺗﺑﺎر اﻷﺳﻣﻰ ﻟﻛل ﻧﺷﺎط ﺳﯾﺎﺣﻲ ﻣﮭﻣﺎ اﺧﺗﻠﻔت ﻣواطﻧﮭم ﻋﺑر اﻟﻌﺎﻟم. واﻟﻣﻐرب ﻛﻐﯾره ﻣن اﻟدول راھن على القطاع السياحي مند فجر الاستقلال،  واﺗﺿﺢ ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﺧططﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ﺧﺎﺻﺔ أﻧﮭﺎ ﺟﻌﻠت اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ ﻣن اﻷوﻟوﯾﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ وﺳﯾﻠﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻘدم اﻟﻣﻧﺷود اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾك اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻷﺧرى، وﺣﺳب اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻧﺷﺎطﺎ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻣﮭﻣﺎ ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺣت ﺗﺷﻛل إﺣدى اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺗﻘدم اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﮫ، وھذا اﻟﺗوﺟﮫ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ وﺟد ﺣﻘﻼ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ وواﻗﻌﯾﺎ ﺑﺑﻠدﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺧطط اﻷزرق ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ رؤﯾﺔ 2020 وإﻧﺷﺎء اﻟﮭﯾﺄة اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻺﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺳﯾﺎﺣﻲ .وﻟﻌل أن اﻟﮭدف ﻣن ھذﯾن اﻟﻣﺧططﯾن أن تصبح اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ أﺣد ﻣﺣرﻛﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﻌد اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ واﻟﺳرﯾﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﮭﺎ ﺑﻼدﻧﺎ ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻟﻌﺷر الاخيرة،  والأسس المتينة التي وضعتها رؤية 2010  ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻔرص اﻟﺗﻲ أﻧﺗﺟﺗﮭﺎ اﻟﺗوﺟﮭﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﺳﯾﺎﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣﻐرب ﺑوﺿﻊ طﻣوﺣﺎت ﻛﺑﯾرة ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ .

ففي الجنوب الشرقي للمملكة تعتبر قبلة كبيرة لسياح من كل بقاع العالم بحكم المأثرها التاريخية والمناظر الخلابة و الجميلة التي تسحر الزوار

       وﻛﻛل اﻟواﺣﺎت اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ اﻟﻣﻣﺗدة ﺑﯾن ﺟﺑﺎل اﻷطﻠس وﺗﺧوم اﻟﺻﺣراء، ﺑوادي درﻋﺔ وﻣرورا ﺑﺗﺎﻓﯾﻼﻟت ﺣﺗﻰ ﻓﻛﯾك، ﺗﺷﺗﮭر هاته  المناطق ﺑﻧﻣط ﻣﻌﻣﺎري ﻓرﯾد ﻣن ﻧوﻋﮫ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻘﺻور واﻟﻘﺻﺑﺎت، ھذه اﻟﻣﻌﺎﻟم اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺟﻌﻠت ﻣن واﺣﺔ ترناثة ﻣﻠﺗﻘﻰ طرق ﻟﻠﻘواﻓل، اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ زﻣن ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺑﻌﯾد.




     وﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣؤھﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺎ ﻟﺗﺻﺑﺢ ﻗﺑﻠﺔ ﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ﺑﻛل اﻟﻣواﺻﻔﺎت، ﻓﺈن ﻟواﺣﺔ لها ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺟﻌﻠت ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺣطﺔ أﺧﯾرة ﻟﻠﺳﯾﺎح ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب اﻟﺷرﻗﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ، وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﮭذه اﻟﻣأﺛر ظﻠت ﺻﺎﻣدة ﻣﻧذ ﻗدم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﯾزاﺗﮭﺎ اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ، واﻟﺗﻲ ﻻزﻟت اﻟﯾوم ﻣﻌﺑرة ﻋن ﻏﻧﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻧطﻘﺔ بالرغم ﻣن ﺗﻌرﺿﮭﺎ ﻟﻠﺿﯾﺎع ﺑﻔﻌل أﺛر اﻟطﺑﯾﻌﺔ وﺗدﺧل اﻹﻧﺳﺎن .وﻣن ﺧﻼل ﻛل اﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗزﺧر بها واحات المنطقة ،  وﻛذا اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﻣوﺟود ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ واﻟﻘﺻﺑﺎت ﺟﻌﻠت ﻣن اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺣطﺔ أﻧظﺎر ﻟﻠﺳﯾﺎح ﻋﺑر اﻟﻌﺎﻟم، ﻣﻣﺎ ﺳﺎﻋدھﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘطﺎب أﻋدادا ﻣﮭﻣﺔ ﻣن اﻷﺟﺎﻧب واﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ ﺳﻧوﯾﺎ.

     وﻧظرا ﻷھﻣﯾﺔ ھذا اﻟﻣوروث اﻟﻌﻣراﻧﻲ وھﻧدﺳﺗﮫ اﻟﻌﺑﻘرﯾﺔ ودوره اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺳﻛﺎن

يعتبر مصدر جدب لسياح الاجانب و المغاربة على حد سواء  .حيت تسعى الدولة الى تحسين الخدمات المقدمة في هدا المجال الدي يعتبر مصدر العملة الصعبة التي تنعش اقتصاد المملكة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الموارد المائية أساس الحياة (بالمغرب)   يعتبر الماء مند القدم مصدر اهتمام الدارسين و الباحتين وكدلك عنصرا طبيعيا أساسيا في الحياة البشرية وت...